بطانة السوء والفساد
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بطانة السوء والفساد
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة وجودية:
وجودنا فى الحياة - كما أراد ربنا - هو ابتلاء واختبار وامتحان ..
وجاء الدين ليوضح للمؤمن موضع الاختبار ..حتى ينتبه ولا تضيع جهوده هباء(وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
المؤمن يسأل دائما :لماذا أوجدنى الله فى الحياة ؟وما هو المطلوب منى فيها؟
القرآن يجيب :(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)
حسنا ..مهمتنا هى عبادة الله ...الصلاة والصوم والزكاة والحج ..لمن استطاع
وكلما أكثرت من العبادة زاد قدرك عند الله..وتكون قد اجتزت الاختبار الالهى بالنجاح ..
مهلا ياأخى ..فهذا فهم قاصر ..وادراك عليل ..وتسطيح لأمر عظيم ..بحيث لايبقى من معناه الحقيقى شئ..
تعالى الله عن أن يكون فى حاجة الى صلاتك وصيامك وزكاتك وحجك ..
ثم ان هذا ليس مفهوم ومعنى العبادة فى الآية والتى يمضى الكتاب الكريم فى عرضها وبيانها كثيرا .. ..وكانت حياة رسولنا العظيم بيانا عمليا لما جاء فى القرآن..والرسول العظيم هو النموذج الأسمى للكمال الانسانى ..والأقرب الى الله الذى اصطفاه من كافة البشر.
هل كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم . انقطاعا للصلاة والصوم والزكاة والحج؟
وأين حياته العملية كانسان يعمل ليكسب قوته ,ويتعامل مع الناس :الأهل وذوى القربى ..والجيران والأحباب والأعداء ..والتابعين والمعاندين ..؟أين سياساته؟وأسلوبه ؟وأخلاقه ؟ومبادئه؟كيف كان يحب ؟ومتى كان يغضب ؟ولماذا كان يسالم ..؟ولماذا يقاتل؟ وما علاقته بمفردات الحياة من مال وعقار وطعام وملبس ومسكن وبيئة وحيوان..؟
حياة رسولنا العظيم فى كل نواحيها تندرج تحت عنوان ومفهوم أوضح من شمس النهار..
وهو ...(الطاعة)
اذن العبادة ..هى ...الطاعة ..
كل عمل تؤديه فى حياتك وفيه طاعة لله...هو عبادة وهو ما خلقت من أجله؟
هل الأعمال النافعة الخيرة تعفيك من الصلاة والصوم والزكاة والحج ؟..لا ..بكل تأكيد ..
لأن العبادة الخالصة هى صلة بينك وبين ربك وتجديد للعهد بينك وبينه..وتطهير لنفسك من الذنوب والأخطاء
مثلما أن الصلاة والصوم والزكاة لاتعفيك من أن تكون أعمالك فى الدنيا نافعة وخيرة ..
التفاصيل اليومية لحياة المؤمن مضبوطة على معيار الطاعة لله ..من أول يقظتك الى أن تستسلم للنعاس آخر اليوم ..كلامك وتصرفاتك ..مطعمك ومشربك ..علاقاتك بالناس ..حتى نواياك ..وما تتركه يتسلل الى خواطرك ودواخل نفسك مما لايطلع عليه بشر ..لكنه (مكتوب) ومسجل عليك..
المؤمن يؤدى دوره فى الحياة ..ابنا وأبا وأما ..صغيرا وكبيرا بحيث تكون له اضافة ومساهمة ايجابية فى رقى الحياة وسموها ..
المؤمن له تفاعل طيب مع السنن الكونية من علوم ومعارف متاحة ..تنفيذا لأمر الله :اقرأ ..وانظر وتأمل واعرف ..وامش فى مناكب الأرض واسع السعى الطيب نحو الغايات الطيبة ..
المؤمن خياراته مدروسة بعقله الواعى المستقل ..فليس امعة ولا تابعا ولاخاضعا لغير الله ..ولا يساق الى أمر كما تساق البهائم
المؤمن يتحرى الحلال وهو كثير وطيب..ويتجنب الحرام (وهو نادر وخبيث )ومنصوص عليه فى الدين ..
المؤمن علاقاته بالناس واضحة وصحيحة وطيبة..ولا يعادى أحدا الا اذا بادره بعداء..
قلب المؤمن ونفسه لاينطويان على حقد أوغل أوكراهية لخلق الله ومخلوقاته
المؤمن يغسل قلبه ونفسه وروحه من الخطايا واللمم عن طريق الصلاة والصوم والزكاة والحج ..
هذه التفاصيل اليومية فى حياتك اجعلها موضع مراجعة منك فى آخر يومك..فانه هى موضع الاختبار الذى أنت فيه طالما تتردد فى صدرك أنفاس الحياة ..
أسئلة وجودية..
غضب الرئيس..
رأينا سيادة الرئيس غاضبا فى آخر اطلالة له ..
ولأن لسيادته مكانته الرفيعة ومقامه العالى ..فقد انزعجنا لغضبه ..
لم أتبين كمواطن يتابع ان كان الغضب من المسئولين الذين يعاونونه فى ادارة الدولة ..أم من جماهير الشعب التى خالفت ربما قوانين البناء فأقامت بيوتها على الأراضى الزراعية ..وكذلك على أراض تعتبرها الدولة من أملاكها ..
وربما يكون الغضب من الاثنين معا.
على كل الأحوال سيادة الرئيس أرانا على الشاشة سبب موضوعى يغضب له كل من يهتم بأمر البلاد ,وخاصة اذا كان المسئول الأول فيها
أرض زراعية تحولت فى غضون أربع سنوات الى غابة من الاسمنت !!
معنى هذا أن الأمور لو استمرت على ماهى عليه فلن يتبقى شيئا من الأراضى الخصبة التى هى ثروة مصر ومصدر غذائها ..
لكن هل ينتظر من أفراد الشعب أن يقوموا بأنفسهم بالتخطيط للحفاظ على ثروات مصر ..
المواطن البسيط مهموم بتلبية أبسط حاجاته الأساسية ..
أما التخطيط ..لتلبية حاجات المواطنين دون المساس بمصالح البلد والجور على مستقبلها..فهذه مهمة الحكومة والتنفيذيين.
لكل بلد مشاكله ..والموطنون يتحملون تكلفة حل مشكلات بلادهم كل على قدر استطاعته ...لكن فى مصر ..وبحسب كلام الرئيس فى أكثر من مرة ..تحمل المواطنون البسطاء والفقراء العبء الأكبر فى عملية الاصلاح الاقتصادى..وهم من تحملوا قبلا كل المواقف العصيبة..
لذلك فان تحميل المواطنين البسطاء عبء عملية اصلاح مرفق الاسكان ..ومشاكله من عشوائيات وبناء مخالف ..الخ ..مسألة تخرج عن اطار العدالة .
المواطن لايوجد أمامه مخطط للأراضى ..يبين له ماهو ممنوع وما هو متاح ..وهو مضطر لدواع أساسية لأن يبنى....وهو فى كل الأحوال يبنى أمام أجهزة الدولة ..بل وبموافقاتها فى غالب الأحيان ..
فاذا كانت الدولة جادة فى عملية اصلاح حقيقية ..فعليها واجبات تقاعست عنها ..نذكر منها:
* المخطط العمرانى لكل الأماكن مدروسا بعناية وحياد
* وجود الدولة فى عمليات تسهيل حصول الموطن على مسكن ملائم..أو البناء بنفسه على أنماط مدروسة وملائمة لكل مكان.
* تمويل عملية البناء لغير القادرين بشروط ميسرة .
ويمكن تدبير الأموال اللازمة لذلك من مصادر عديدة منها :
* حصيلة بيع أراضى الدولة ..
* ترشيد الانفاق فى مجالات أقل أهية مثل :وزارة الهجرة والمغتربين واضافة مهامها الى سفاراتنا فى الخارج
* تفكيك جيش الاعلاميين الذين يتقاضون مرتبات دون عائد حقيقى ..وتسكينهم فى وظائف مناظرة فى التربية والتعليم وغيرها ..لنرى الوطنية كيف تكون بلا امتيازات مالية واجتماعية ..
* فى مصر ألف نائب عن الشعب.. لابأس ..لكن النيابة عن الشعب شرف فى ذاتها لايجب أن تكون مدعومة بمال الشعب ..فلتكن تطوعا وتقتصر الحصانة على أعمال النائب داخل المجلس..ونرى كيف تكون الوطنية بلا حصانة ولاامتيازات ..ونرى النائب وهو يركب القطار والأتوبيس مع الناس ويتكلم معهم ويعيش ظروفهم ..فهذا أدعى الى الصدق مع الوطن..
معروف بداهة (أن المعصور لايعصر) ..لكن الذى يعصر هوالثمرة الثمينة ..
كفى المواطنون البسطاء عصرا ..باعتبارهم أضعف حلقات المجتمع..وهم من لاصوت لهم ولاصورة..لكنهم شعب الرئيس وقاعدة الوطن الصلبة ..ولا وطن بخير وعافية...الا اذا كانت قواه قواعده بخير وعافية ...
ابراهيم العربى 5/9/2020