السبت، ٥ سبتمبر ٢٠٢٠

غضب الرئيس..

رأينا سيادة الرئيس غاضبا فى آخر اطلالة له  ..

ولأن لسيادته مكانته الرفيعة ومقامه العالى ..فقد انزعجنا لغضبه ..

لم أتبين كمواطن يتابع ان كان الغضب من المسئولين الذين يعاونونه فى ادارة الدولة ..أم من جماهير الشعب التى خالفت ربما قوانين البناء فأقامت بيوتها على الأراضى الزراعية ..وكذلك على أراض تعتبرها الدولة من أملاكها ..

وربما يكون الغضب من الاثنين معا.

على كل الأحوال سيادة الرئيس أرانا على الشاشة سبب موضوعى  يغضب له كل من يهتم بأمر البلاد ,وخاصة اذا كان المسئول الأول فيها 

أرض زراعية تحولت فى غضون أربع سنوات الى غابة من الاسمنت !!

معنى هذا أن الأمور لو استمرت على ماهى عليه فلن يتبقى شيئا من الأراضى الخصبة التى هى ثروة مصر ومصدر غذائها ..

لكن هل ينتظر من أفراد الشعب أن يقوموا بأنفسهم بالتخطيط للحفاظ على ثروات مصر ..

المواطن البسيط مهموم بتلبية أبسط حاجاته الأساسية ..

أما التخطيط ..لتلبية حاجات المواطنين دون المساس بمصالح البلد والجور على مستقبلها..فهذه مهمة الحكومة والتنفيذيين.

لكل بلد مشاكله ..والموطنون يتحملون تكلفة حل مشكلات بلادهم كل على قدر استطاعته ...لكن فى مصر ..وبحسب كلام الرئيس فى أكثر من مرة ..تحمل المواطنون البسطاء والفقراء  العبء الأكبر فى عملية  الاصلاح الاقتصادى..وهم من تحملوا قبلا كل المواقف العصيبة..

لذلك فان تحميل  المواطنين البسطاء عبء عملية اصلاح مرفق الاسكان ..ومشاكله من عشوائيات وبناء مخالف ..الخ ..مسألة تخرج عن اطار العدالة .

المواطن لايوجد أمامه مخطط للأراضى ..يبين له ماهو ممنوع وما هو متاح ..وهو مضطر  لدواع أساسية لأن يبنى....وهو فى كل الأحوال يبنى أمام أجهزة الدولة ..بل وبموافقاتها فى غالب الأحيان ..

فاذا كانت الدولة جادة فى عملية اصلاح حقيقية ..فعليها واجبات تقاعست عنها ..نذكر منها:

* المخطط العمرانى لكل الأماكن مدروسا بعناية وحياد 

* وجود الدولة فى عمليات تسهيل حصول الموطن على مسكن ملائم..أو البناء بنفسه على أنماط مدروسة وملائمة لكل مكان.

* تمويل عملية البناء لغير القادرين بشروط ميسرة . 

ويمكن تدبير الأموال اللازمة لذلك من مصادر عديدة منها :

* حصيلة بيع أراضى الدولة ..

* ترشيد الانفاق فى مجالات أقل أهية مثل :وزارة الهجرة والمغتربين واضافة مهامها الى سفاراتنا فى الخارج

* تفكيك جيش الاعلاميين الذين يتقاضون مرتبات دون عائد حقيقى ..وتسكينهم فى وظائف مناظرة فى التربية والتعليم وغيرها ..لنرى الوطنية كيف تكون بلا امتيازات مالية واجتماعية ..

* فى مصر ألف نائب عن الشعب.. لابأس ..لكن النيابة عن الشعب شرف فى ذاتها لايجب أن تكون مدعومة بمال الشعب ..فلتكن تطوعا وتقتصر الحصانة على أعمال النائب داخل المجلس..ونرى كيف تكون الوطنية بلا حصانة ولاامتيازات ..ونرى النائب وهو يركب القطار والأتوبيس مع الناس ويتكلم معهم ويعيش ظروفهم ..فهذا أدعى الى الصدق مع الوطن..

معروف بداهة (أن المعصور لايعصر) ..لكن الذى يعصر هوالثمرة الثمينة ..

كفى المواطنون البسطاء عصرا ..باعتبارهم أضعف حلقات المجتمع..وهم من لاصوت لهم ولاصورة..لكنهم شعب الرئيس وقاعدة الوطن  الصلبة ..ولا وطن بخير وعافية...الا اذا كانت قواه قواعده بخير وعافية ...

ابراهيم العربى 5/9/2020

ليست هناك تعليقات: