أسئلة وجودية:
وجودنا فى الحياة - كما أراد ربنا - هو ابتلاء واختبار وامتحان ..
وجاء الدين ليوضح للمؤمن موضع الاختبار ..حتى ينتبه ولا تضيع جهوده هباء(وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )
المؤمن يسأل دائما :لماذا أوجدنى الله فى الحياة ؟وما هو المطلوب منى فيها؟
القرآن يجيب :(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)
حسنا ..مهمتنا هى عبادة الله ...الصلاة والصوم والزكاة والحج ..لمن استطاع
وكلما أكثرت من العبادة زاد قدرك عند الله..وتكون قد اجتزت الاختبار الالهى بالنجاح ..
مهلا ياأخى ..فهذا فهم قاصر ..وادراك عليل ..وتسطيح لأمر عظيم ..بحيث لايبقى من معناه الحقيقى شئ..
تعالى الله عن أن يكون فى حاجة الى صلاتك وصيامك وزكاتك وحجك ..
ثم ان هذا ليس مفهوم ومعنى العبادة فى الآية والتى يمضى الكتاب الكريم فى عرضها وبيانها كثيرا .. ..وكانت حياة رسولنا العظيم بيانا عمليا لما جاء فى القرآن..والرسول العظيم هو النموذج الأسمى للكمال الانسانى ..والأقرب الى الله الذى اصطفاه من كافة البشر.
هل كانت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم . انقطاعا للصلاة والصوم والزكاة والحج؟
وأين حياته العملية كانسان يعمل ليكسب قوته ,ويتعامل مع الناس :الأهل وذوى القربى ..والجيران والأحباب والأعداء ..والتابعين والمعاندين ..؟أين سياساته؟وأسلوبه ؟وأخلاقه ؟ومبادئه؟كيف كان يحب ؟ومتى كان يغضب ؟ولماذا كان يسالم ..؟ولماذا يقاتل؟ وما علاقته بمفردات الحياة من مال وعقار وطعام وملبس ومسكن وبيئة وحيوان..؟
حياة رسولنا العظيم فى كل نواحيها تندرج تحت عنوان ومفهوم أوضح من شمس النهار..
وهو ...(الطاعة)
اذن العبادة ..هى ...الطاعة ..
كل عمل تؤديه فى حياتك وفيه طاعة لله...هو عبادة وهو ما خلقت من أجله؟
هل الأعمال النافعة الخيرة تعفيك من الصلاة والصوم والزكاة والحج ؟..لا ..بكل تأكيد ..
لأن العبادة الخالصة هى صلة بينك وبين ربك وتجديد للعهد بينك وبينه..وتطهير لنفسك من الذنوب والأخطاء
مثلما أن الصلاة والصوم والزكاة لاتعفيك من أن تكون أعمالك فى الدنيا نافعة وخيرة ..
التفاصيل اليومية لحياة المؤمن مضبوطة على معيار الطاعة لله ..من أول يقظتك الى أن تستسلم للنعاس آخر اليوم ..كلامك وتصرفاتك ..مطعمك ومشربك ..علاقاتك بالناس ..حتى نواياك ..وما تتركه يتسلل الى خواطرك ودواخل نفسك مما لايطلع عليه بشر ..لكنه (مكتوب) ومسجل عليك..
المؤمن يؤدى دوره فى الحياة ..ابنا وأبا وأما ..صغيرا وكبيرا بحيث تكون له اضافة ومساهمة ايجابية فى رقى الحياة وسموها ..
المؤمن له تفاعل طيب مع السنن الكونية من علوم ومعارف متاحة ..تنفيذا لأمر الله :اقرأ ..وانظر وتأمل واعرف ..وامش فى مناكب الأرض واسع السعى الطيب نحو الغايات الطيبة ..
المؤمن خياراته مدروسة بعقله الواعى المستقل ..فليس امعة ولا تابعا ولاخاضعا لغير الله ..ولا يساق الى أمر كما تساق البهائم
المؤمن يتحرى الحلال وهو كثير وطيب..ويتجنب الحرام (وهو نادر وخبيث )ومنصوص عليه فى الدين ..
المؤمن علاقاته بالناس واضحة وصحيحة وطيبة..ولا يعادى أحدا الا اذا بادره بعداء..
قلب المؤمن ونفسه لاينطويان على حقد أوغل أوكراهية لخلق الله ومخلوقاته
المؤمن يغسل قلبه ونفسه وروحه من الخطايا واللمم عن طريق الصلاة والصوم والزكاة والحج ..
هذه التفاصيل اليومية فى حياتك اجعلها موضع مراجعة منك فى آخر يومك..فانه هى موضع الاختبار الذى أنت فيه طالما تتردد فى صدرك أنفاس الحياة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق