الأربعاء، ٤ نوفمبر ٢٠٢٠

الرقم الصعب

 الرقم الصعب...!!!............(1)

أسرع الخادم ليخبر الهانم أن الباشا الذى تنتظره على أحر من الجمر قد وصل للتو ..
وكانت لما استبد بها القلق من الانتظار خرجت الى تراس الفيللا الذى يطل على مجموعة من الأشجار الكثيفة تحيط بالبيسيه..
الكلب الصديق يدور حول مقعدها وكأن حمى القلق قد انتقلت اليه...
وقبل أن يصعد الباشا الدرج الى التراس بادرته قائلة :
_ كنت فين كل هذا الوقت ؟ وعملت ايه؟
_ الأمور مش تمام ..والدنيا ملخبطة ..ما حدش عارف البلد رايحة فين ..ولا مين اللى بيحكمها ...فوضى ..!!
_ يعنى الولد هايضيع مننا ..ومش هانعرف نعمل له حاجة ؟
_أنا هاصرف..
صاحت فى غضب :
_ومستشار الوزير هايتفرج علينا ؟أمال احنا حطينه هناك يهبب ايه ؟
حاول أن يهدئ من انفعالها ..فقال:
اللى حصل فى البلد أربك البعض..بس الدنيا مش هاتقف ..واحنا مش هانسلم ...
قالت فى تحد : هانسلم لشوية الجرابيع ..؟؟ مش ممكن ..والولد لازم يمتحن فى المكان اللى حابه ..ويجيب المجموع اللى عاوزه ..رغم أنف الجميع ..والثورة بتاعتهم يشبعوا بيها..
عاشت حياتها على هذا المنوال ..لاشئ فى الدنيا ترغبه ..وتقصر يداها عنه ..منذ كانت طفلة ..ورغباتها لابد أن ترتمى تحت قدميها خاضعة ..ولما تزوجت الباشا ..كانت الرغبات مهما كانت استحالتها ..وتحقيقها مهما كانت صعوبته..أصبحت نوعا من الادمان تحب أن تمارسه طول الوقت ..وأورثت أبناءها هذا الأسلوب ..
قال مطمئنا : قدامنا أكتر من طريقة بعد ما قفلوا لجنتنا اللى فى الصعيد..نقدر نجيب له أحسن ورق اجابة من الكنترول ..زى أخته (سوزى )من كام سنة ..والراجل بتاعنا لسه موجود ..بس سانن سنانه ..وأنا هددته ..هاطربق الدنيا فوق دماغه لو مانفذش..
قالت مؤيدة:
أيوه ..روحه فى ايدنا ..ولو عمل فيها شريف ..يبقى قضى على عمره..
أراد أن يثبت لها قدراته الفائقة .فى ادارة الأزمات ..ويزيل أثر كلامه المحبط فى البدايةفقال بثقةا:
_ومع ذلك ..فيه قدامنا بدائل تانية ..حد من رجالى بيخطط لها ..
كانت هذه طريقتة فى التعامل وأسلوبه فى الحياة ..يضخم المشكلة فى البداية ..ثم يرتدى ثوب البطولة ..وهو يقوم بحلها..
سألت بلهفة ..:
_ قول لى ايه هى ..
قال وهو يهم بالانصراف :
ماتقلقيش...اللى احنا عاوزينه هايكون بأى وسيلة ...جوزك مش شوية فى البلد ..أنا رايح أقابله وهاعرف التفاصيل ...قولى لتوتو ..مايتوترش ..
ثم أنهى لكلام بالجملة المعتادة له :
_كله هايبقى تحت السيطرة ..
ثم غادر المكان..
__________________________

ليست هناك تعليقات: