الثلاثاء، ١٣ أكتوبر ٢٠٢٠

 --5 –الخواجة يسأل ..وأنا أجيب:

حينما حل الخامس والعشرون من يناير 2011 كان الوطن المصرى..فى أضعف حالاته..بينما كانت جماعة الاخوان فى أقوى حالاتها...وكانت العوامل التى أضعفت الوطن ..هى فى مجملها ما جعلت جماعة الاخوان تقوى ويشتد عودها(وقد ذكرت بعضها سابقا)..
كان الشباب هم أكثر فئات المجتمع غضبا..وأتاحت لهم وسائل الاتصال الاجتماعى أن يكونوا فى طليعة الذين احتشدوا فى ميدان التحرير تعبيرا عن رفض السياسات الخاطئة التى تسير عليها قيادة البلاد المضطربة...
لم تكن لدي الشباب قيادة ..ولا برنامج محدد..ولم يساندهم فى البداية غير نشطاء المجتمع المدنى ..مثل حركة كفاية ..و 6 أبريل ..وجموع من المواطنين أخذهم المشهد المهيب..
..
لم يكن لدى الدولة ماتقدمه لهؤلاء..غير يدها الأمنية العنيفة كما اعتادت..فسالت الدماء وتفاقم الأمر..بعد أيام قليلة.
كان العالم كله يرقب ما يحدث فى مصر ..ويعجب لحركة الشباب المبهرة وصمودهم ..وهنا وجدتها جماعة الاخوان فرصة لاتضيع منهم أبدا ..وهم النهازون للفرص دائما..فنزلوا الميدان..ودعموا صمود الشباب والجماهير فى وجه الآلة الأمنية..فارتفعت راية الثورة عالية ...وارتفعت شعاراتها مدوية.
فى تلك اللحظة ..كان ميدان التحرير..يضج بالثوار وبالمواطنين وبكل من يهفو الى مصر زهوا واعجابا ..أو استطلاعا للأمر الجلل ..أو تدبيرا لشر ...من كافة دول العالم..
>>>
ليس الاخوان من أهل الثورة ولا هى من مبادئهم ..بل هى تتصادم مع معتقداتهم فى السمع والطاعة العمياء لولى الأمر والمرشد ..
والشعارات التى أضحت عنوانا للثورة ..هى ما تتبرأ منها جماعتهم..
فالحرية ..لاوجود لها فى مبادئهم ومنهجهم ..
والكرامة والعدالة ..لايؤمنون بهما لعموم الناس ..انما لمن ينتمون الى جماعتهم ..وما عداهم ..فلكل مرتبته ووضعه ..
غير أنهم اضطروا الى الانضواء تحت هذه الشعارات الى حين ...
ولم يكن هذا الحين عنهم ببعيد ..
فقد تسارعت الأحداث بشكل مثير ..
انهار نظام مبارك الهش...واختبأ رجاله كالفئران ..
وفرح الشباب بما حققوه ..فنظفوا الميدان وانصرفوا يواسون الشهداء ويداوون الجرحى ..ويحلمون بالمستقبل الذى يتمنونه ..ظانين أنهم على مشارفه بعد ازاحة مبارك...
لكن الاخوان بقوا بكل مكان بمصر ..يدعون أنهم الثوار ..ويرتبون أوراقهم لما هو آت..
امتلأت أشرعتهم بالرياح المواتية ...وفرضوا كلمتهم ووجودهم على الجميع ..وتوارت شعارات الثورة وأهدافها ..وعلت شعاراتهم وأهدافهم..
حتى اذا أتت الاستحقاقات الانتخابية ...تقدموا الصفوف واكتسحوا كل شئ..
الرئاسة والمجالس النيابية والدستور ...
وظنوا أن الأمر قد استتب لهم ..لمئات من السنوات قادمة ..بلا منازع ..فبدأوا فورا بالتمكين لجماعتهم ..والتمكن من مفاصل الدولة ..وتغيير بنية المجتمع حسب ما تشتهى الجماعة ...وعملوا على حشد الأنصار والأتباع والمؤيدين ..وحصار المناوئين ..حتى من الثوار أنفسهم ..والاستئساد على المعارضين ..وكأنهم استلهموا من نظام مبارك أبشع ما فيه..
>>>
وكما اطمأن مبارك ونظامه الى استكانة الشعب ..فعل الاخوان ..
وكما استهان مبارك بغضب الشعب ..فعل الاخوان
وكما ترك مبارك رجاله يبطشون ويستفزون بلا حد ولا مبالاة...فعل الاخوان..
صبر المصريون على مبارك ثلاثون سنة ...
ولم يصبروا على الاخوان فى الحكم أكثر من سنة ...لسبب:
نظام مبارك كان فاسدا حتى النخاع...لكن لم يكن لديه( ترتيبات )أو (أجندة) مع أحد فى الخارج...
غير أن الاخوان اضافة الى فشلهم الزريع فى الداخل ...كان العنصر القاتل لتجربتهم..هو ما أدركه المصريون من ترتيبات ربما تصل الى حد المؤامرة مع جهات ودول خارجية..هى ذاتها ما تقف معهم بضراوة ..بعدما أزيحوا عن الحكم فى مصر بتنسيق بين جيش مصر وشعبها فى الثلاثين من يونيو2013
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ولا بد للحديث من بقية....اذا شاء الله
ابو يوسف، Mohammed Megahid و٩ أشخاص آخرين
٧ تعليقات
مشاركة

ليست هناك تعليقات: