الاثنين، ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠

لبن الحمير

 بكل الود ..أقول لسعادتك على حاجات مهمة..ممكن الزمن الفارق بيننا مش مخليها واضحة بالدرجة الكافية .

_ أولا : لايمكن للعيش والملح والمعروف أن أنساه فأنا فعلا انسان بسيط وطيب وغلبان كما تقول ..لكنى ابن أصول عريقة جدا ..أنا عارفها كويس ..وغالبا حضرتك لاتعلم عنها شيئا..
ثانيا :لشخصك على وجه الخصوص مكانة مميزة ..كانسان ابن أصول برضو ..وراق ومتحضر ..وطول عمر معرفتنا أنت بالنسبة لى فى الدرجة الممتازة ..من بين الأصدقاء والمعارف,,
ثالثا :وهو المهم ..من صغرى..وأنا أعشق الرضاعة ..أقصد القراءة بكل مصادرها وألوانها فى كل المعارف الانسانية ..والحمد لله حافظت على عقلى حرا وعلى ارادتى حرة ..ولو سمحت لنفسى أن أتنازل عن شيئ يسير من حريتى ..لكنت فى مكان آخر لاتتخيله حضرتك ...
المهم ..يا صديقى الأثير ....أنا لست ممن يرضعون لبن الحمير ,,مهما كان الاغراء ..سواء كانت الحمارة حزبا أو جماعة أو أيديولوجية ...أو حتى نظاما يحكم مصر ويتحكم فى الرقاب ..
تتذكر ونحن صغار كنا نعشق عبد الناصر ..الذى ولدنا مع ثورته وكبرنا على نهجه ..وعندما أصبحنا على مشارف الوعى نزلت علينا نكسته كالصاعقة ...
وتكشف لنا هول ما أصابنا فى حياتنا ومستقبلنا ...لم أعد أصدق أحدا أبدا ..ولا أصدق البيانات الرسمية ..ولا زعيق الاعلامييين..ولا كل الدعايات السوداء ...
فقط أصدق عيناي لا أذناى ..وأرى الواقع جيدا بأكثر مما تظن ..وأقرأه صح ...ولا أسمح لأحد أن يترجمه لى عالأعمى والأبله والأحمق.....وأحزن لهؤلاء القطيع الذين يساقون فى كل عهد الى حتوفم كما تساق الخراف الى المذابح ...ثم يعودون فيساقون ...مرة بعد مرة بعد مرة ...ويتركون ميراثا من العار والتخلف والضياع لأبنائهم ...
لن أترك لأبنائى مالا ..ولا جاها ,,ولا شيئا من مذاق لبن الحمير ...!!
يكفيهم شيئا من نبض الحرية ,,,
معذرة ..ان أطلت عليك ..فلطالما كان الحديث اليك شيقا ..

ليست هناك تعليقات: