الخميس، ١٥ أكتوبر ٢٠٢٠

 - 7 – الخواجة يسأل وأنا أجيب: (الرسالة الأخيرة):

____________________________
أما بعد يونيو فقد كا ن هناك العناوين الآتية:
### الدولة والوطن فى حالة اعياء شديد..نتيجة ثورتين متتاليتين..وأحداث كثيرة ..استنزفت الموارد والطاقات ..وتعطلت كثير من مصادر الدخل والانتاج ..وكشرت الأزمة الاقتصادية عن أنيابها الشرسة ..فى الوقت الذى تحالفت فيه كل المشكلات والأزمات المتراكمة على النيل من الشعب المصرى المطحون بفعل سياسات غاشمة ...وتحديات خطيرة.
......
### لم يستوعب الاخوان الدرس..(شأنهم فى كل درس سابق)،هذا الدرس مفاده :أنهم (كجماعة دينية)ربما يكونوا مقبولين لدى من يرغب فى اتجاههم..ويتحمل مسئولية هذا أمام ضميره الدينى..وتلك مسألة برع المصريون فى استيعابها طويلا..
أما اذا ما جعلوا الدين جسرا للعبور الى مطامع سياسية..ووسيلة الى الحكم..فهذا مما جربته الشعوب وأيقنت بفساده ورفضت استمراره..فى أرجاء الدنيا وليس فى مصر فقط..
...
لم يدرك الاخوان.. حجم تغير الرأى العام والخاص تجاههم..بعدما اتضحت سياساتهم بممارستهم الحكم .
ولم يعيدوا النظر فى موقفهم..ومحاولة تصحيح أخطائهم ،لتصح عودتهم مرة أخرى فى ظروف مواتية..
انما أخذتهم العزة بالاثم ..فاما أن يحكموا مصر أو يقتلوا أهلها ..وهكذا فرضت على مصرحرب خطرة ..قوامها ارهاب دولى شرس..تدعمه دول ومنظمات وأموال طائلة من أشقاء وأعداء وأجهزة عاتية ..كل له حساباته ..وكل له أهدافه ...غير أنهم توافقوا فيما بينهم على اخضاع مصر ..لأنها كانت الجائزة الكبرى ...
ووقفت مصر كعهدها فى الشدائد ...الموقف الذى يحسب لها فى التاريخ الناصع..فى حربها ضد الارهاب..تقدم الشهداء والضحايا..وتتحمل التبعات من قوت يومها ومن مقومات حياتها..وقد صممت على قهر من أراد قهرها..
ان المصريين..رغم المعاناة الحقيقية ..رفضوا الخضوع ..وكأنهم قداستلهموا تاريخهم الموغل فى القدم ..الملئ بالتحديات والصمود والانتصارات..وحضارتهم المعتقة بالأصالة والرسوخ ..والبقاء وحب الحياة.
..
### غير أن المصريين ..بعد ثورتين ..ومع كل هذه التضحيات ..والتحديات الصعبة..لم ينسوا أمانيهم وأحلامهم ..
لم تندثر فى مخيلتهم معالم الطريق المضئ المزهر الذى رسمه أبناؤهم فى ثورة يناير ..بدمائهم..وما تزال أرواحهم ترفرف فيما حوله..تنادى بالعيش الكريم ..والحرية الخلاقة ..وبالعدالة الاجتما عية ..وبالكرامة الانسانية..بعيدا عن عالم المنافقين والأفاقين...
لم تتلاش أصوات الجماهير فى وقفة يونيو وهى ترفض حكم المرشد وأوهام الخلافة ..لتعيد تصويب مسار ثورة يناير المختطفة...وتصبو الى حكم رشيد تستحقه مصر..حتى يكون للشعب المصرى مكانه الطبيعى بين الأمم الراقية ..والشعوب المتمدينة ..وتودع التخلف والانحطاط..
والمصريون ما يزالون يقدمون قرابين الحرية كل يوم ..ليحموا مصر من الارهاب..ومن شره المستطير الذى يعصف بالمنطقة كلها ..وقد أخذ فى تدمير عديد من الشعوب العربية..ومزق دولها ..وماض كالنار المجنونة فى التهام أخرى ..تدفعه قوى كبرى ..وزعامات اقليمية خائبة..خيل اليها أن لها مكانا بين الكبار..
###################################
وأخيرا
اسمعها منى – أيها الخواجة -:
أنا لست من السلطة ولست من أتباعها ..ولست مأجورا لأحد كان..
أنا صوت من الشعب ...
من أضعف طبقاته...
ولا تستهن بأضعف الطبقات هذه..
فهى من صنعت أول دولة وأعرق حضارة فى التاريخ الانسانى..
.....
المصريون لم يبيعوا أحلامهم ..
ولم يستبدلوها
أحلامهم بالحرية والكرامة والعدالة ..هى دينهم ...وهى دنياهم ...
ربما تأجلت قليلا جدا ...لأنهم واجهوا الموت ...
وفى كل مرة واجهوا الموت ..انتصروا وعاشوا ..وولدوا من جديد...وحملوا راياتهم..
هكذا منذ آلآف السنين...وحتى بضع مئات منها مرت..
كانت مصر... دولة ..وحضارة ..تعلم الدنيا وتنيرها..
وكنتم –أنتم- حنذاك ما زلتم فى طور الحياة البدائية والى عهد قريب..
انظر – أيها الخواجة – اليكم حينما تفتحت أنظاركم على الحياة لأول مرة ..ماذا فعلتم ؟
قتلتم ..وأبدتم شعوبا بكاملها ..كي تكون لكم الأوطان ...
فى أفريقيا ..وأمريكا ..واستراليا :بلدك
أنتم تعيشون على جماجم شعوب أخرى..استعمرتموها..
لكننا حين نهضنا ..وهبنا نور الحضارة وعلومها لكل الشعوب
...
أنت تعرف – أيها الخواجة – أن الحضارة دورات ..بين الشعوب ...نحن الآن فى دور الخمود...
صحيح أن فترة خمودنا قد طالت ...لكنها لن تستمر..
لأننا لم نمت ...
ولن نموت..
............
سوف نحيا

ليست هناك تعليقات: