الاثنين، ١٢ أكتوبر ٢٠٢٠

 الخواجة يسأل وأنا أجيب..

------------------------
الحزب الثانى...الذى ساهم فى تأخر مصر:
......
قد يكون أقل عددا من الحزب الأول ..لكنه..الأخطر تأثيرا..
الحزب الأول:يدعى الأساس العقائدى الذى يرتكن اليه (الوطنية)
الحزب الثانى:يستغل العقيدة ( الدين )..ويمتطيها ليصل بها الى ما يريد...
الحزب الأول قد يكون الأبرز والأظهر..لأن طبيعته كالنباتات المتسلقة..يعلو لكن جذوره ضعيفة..
الحزب الثانى :يعمل على أن يمد جذوره الى العمق..ويتوغل ..ويتأصل..
لذلك:
.......
نرى أنه عندما قامت ثورة الشعب على الحزب الأول فى يناير2011 نجده ينهار فى أيام معدودة ويختفى ...هذا بغض النظر عن أن الأحداث قد سمحت لهم بالظهور والانتعاش مرة أخرى...
وعندما قامت ثورة الشعب على الحزب الثانى ...فى يونيو 2013 استمرت مقاومة تيار الحزب للثورة بل للشعب كله لسنوات...بل وأوغل فى دم المصريين..بطريقة اجرامية..
.....
بقى أن نسميه..سأسميه:حزب الموهومين..
ذلك لأنه يضم أطيافا عديدة ..لاتتفق مع بعضها الا على شيئ واحد ..وهو الوصول الى حكم العالم..تحت مسمى الخلافة ..
والخلافة الموهومة هذه...ليست من مبادئ الاسلام ولا من أصوله ..ولا من تعاليمه...الا عند طائفة الشيعة...
فلم يحدد الاسلام نظاما معينا للحكم ...ومعنى ذلك أنه رآها من الأمور الدنيوية التى متى ما حققت مصالح الناس..فقد تحقق شرع الله..
......
ومن سوء الحظ أن هؤلاء الموهومين..بدأوا من مصر ..من وقت انشاء جماعة الاخوان المسلمين فى 1928 اثر سقوط الخلافة العثمانية فى تركيا 1923 واعتبروا أن مصر هى البداية والمنطلق ..برغم انتشارهم فى دول كثيرة من العالم...
هذا الحزب وان كان مصرى الجذور الى أنه عالمى الفروع..
ولهذا فان كوادره وخططه وتمويله وأنشطته مثل جبل الثلج مايبدو منها ضئيل مقارنة بما هوخفى ...
......
انتشرت دعوة الاخوان المسلمين فى مصر..ومع مرور السنوات لم يقلق المصريون (كمواطنين) من الاخوان ...ولم يلاحظوا شيئا عليهم أكثر من ميلهم الى التدين ..وهو أمر محمود لدى المصرى...لكن الأمر ليس هكذا بالنسبة للأجهزة الأمنية والحكومات المتعاقبة ...اذ سارت علاقة الاخوان بهؤلاء بحالات من المد والجزر ..والتوافق والصدام...بدء من العهد الملكي ..ثم الأزمة مع عبد الناصر بعد التحالف معه..ولما رآهم طامحين الى السلطة ويتآمرون عليه ألقى بهم فى السجون...
.....
ولما جاء السادات رأى أن يتحالف مع أعداء عبد الناصر ...ويعادى أنصاره...فأخرج الاخوان من السجون..ليصطفوا معه فى مواجهة الناصريين واليساريين...وفى سبيل ذلك أيضا أطلق العنان لتيار الاسلام السياسى (الذين يريدون الحكم باسم الاسلام)...فما كان منهم الا أن قتلوا السادات فى ذكرى انتصارات اكتوبر 1980 فى مشهد دراماتيكى عجيب..
....
واعتلى مبارك عرش مصر 30 عاما..وعمل على مهادنة الاخوان..وتوافق معهم على اقتسام الأماكن..للأخوان نسبة معينة بالمجالس النيابية ..واطلاق يدهم فى النواحى الاقتصادية والمجتمعية...على ألا يتطلعوا الى ما هو أبعد من ذلك ...
.....
استغل الاخوان الفترة المباركية أروع الاستغلال..تغلغلوا فى شرايين المجتمع بل فى شعيراته الدقيقة ..وفى الوقت التى انكب فيه مسئولو المرحلة على النهب والفساد وانصرفوا عن الاهتمام بالمواطنين ..كان الاخوان يقدمون للمواطنين المحرومين والمهمشين الخدمات الصحية والتعليمية ..بل ويطعمون البطون الجائعة ...اضافة الى مجال فى غاية الأهمية..اذ كان لهم حضور بارز فى أماكن العبادة..والتى استخدموها كمنصات للدعوة الى جماعتهم ..والى أهدافها ..وجلب الأنصار والمريدين..
......
ولطول فترة حكم مبارك..بدأ نظامه فى الاهتراء...بينما جدت طبقة من أركان حكمه فى أن تفسد فى مصر كما لم يحدث فيها قبلا ..وتحالف أصحاب المال مع أصحاب السلطة فى استنزاف البلد وتجريفها ..والعبث الفاحش بمقدراتها ..وبدا للمصريين أن الوضع المزرى لاخلاص منه حال تنفيذ فكرة التوريث المجنونة والتى استشرت فى البلد ...مع تهميش قطاعات ومناطق من البلد ..وانسحب الدولة من تقديم الخدمات الللا ئقة خاصة فى المجالات الحيوية كالصحة والتعليم والمواصلات..وغياب واضح للديقراطية والعدالة ..والمواطنة ..الى جانب بروز اليد الأمنية الغليظة .للدولة التى تحمى كبار الفاسدين ..وتستأسد على ضعفاء المواطنين....فأضحى كل ذلك وغيره وقودا يغذى روح الانتفاض والرفض والثورة...
وهو ما حدث بالفعل فى صبيحة اليوم الخامس والعشرين من يناير 2011
وعلينا تكملة القول ان شاء الله
Ansary Shahbo، اشرف العربى وشخص آخر
تعليق واحد
مشاركة

ليست هناك تعليقات: